مع بدء الصيف
وانتشار أشعة الشمس الحارقة يفكر الجميع بالسفر إلى أماكن أقل حرارة وألطف جواً
وأجمل منظراً.
وهذا لا غرابة فيه لأن النفس تميل
للهواء الجميل وتحب الجمال والمناظر الممتعة .
ولكن
أتعلم أن هذه الحرارة هي من النار ؟ لعله خبر
غريب ونبأ عجيب , ولكنك عندما
تتأمل هذا الحديث سيزول الإشكال وينكشف القناع .. قال صلى
الله عليه وسلم : اشتكت النار إلى ربها وقالت : يارب أكل بعضي بعضاً , فأذن الله لها بنفسين
, نفس في الشتاء ونفس في الصيف فأشد ما تجدون من البرد هو من زمهرير
النار وأشد ماتجدون من الحر هو من سموم النار )رواه البخاري ومسلم .
ياترى هل فكرنا في ( حر النار )
وشدة عذابها ثم حاسبنا أنفسنا محاسبة دقيقة في أعمالنا وهل هي توصلنا إلى الجنة أم
إلى النار ؟
عندما نقضي الإجازة لابد أن نحرص على أن نحمي
أنفسنا من الذنوب التي هي طريق إلى النار ( وحفت النار بالشهوات ) إذ كيف
نذهب إلى الأجواء الجميلة ونبارز الله بالحرام , وننسى أن النار فيها
السموم والعذاب الأليم .
إن حرارة الشمس
لها أثر على الهواء فهو ( حار ) ولها أثر على السيارة وعلى الأرض وعلى
كل شيء فياحسرتاه على أهل النار عندما يصيحون ( يوم تقلب وجوههم في النار
يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ) ( وقال الذين في النار لخزنة
جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ) .
والله إن الواحد منا لو تخيل أنه في
مكان حار وطعامه حار وشرابه حار وحذائه حار فكيف سيهنأ في هذا المكان وكيف يطمئن ؟
إذن هذه تذكرة لي و لك بأن نتذكر أن
حرارة الصيف وراءها حرارة النار بل وأشد منها ..
وحينها سنعلم أن النجاة من النار
بترك الذنوب والإقبال على الله تعالى بصالح الأعمال ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز
فوزا عظيما ).
غفر الله لنا جميعا
.......