ارض العز Admin
mms : منتديات شباب الغرفة كل اخبار الغرفة تجدها عندنا عدد المساهمات : 458 نقاط : 1619 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/04/2010 العمر : 36 الموقع : ارض العز الغرفة
| موضوع: من ذاكرة 2008م اكتوبر المكلا.. خيانة الماء … قصة عشق رباعية الحروف الأربعاء سبتمبر 29, 2010 12:16 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]«المكلا» قصة عشق رباعية الحروف، بزغت من رحم البحر العربي في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي. ذراعان مشرعتان باتساع الزرقة وخاصرة نحيلة في عناق حميم مع الموج. يدوخك انسيابها الثمل على حافة الماء، ومعمارهما الزاحف بانتظام صوب الجبل، ورغم صباها الغض تاريخياً فإن للمدينة ذاكرتها الثرية بالأحداث ونوافذها المطلة على فسحة الأمس «يمكنك الاطلاع - مثلاً – على كنز المخطوطات الغافي في المكتبة الملحقة بجامع السلطان عمر، والتجوال في أروقة قصر القعيطي الذي تحول إلى متحف يضم جناحاً لنقوش وأوانٍ وأسلحة من العصر الحجري، وغير بعيد يقع حصن الغويزي الشهير،وستسمع حكاية أول فيلم سينمائي في الجزيرة العربية،تدور أحداثه ذات الطابع الرومانسي الشبيه بالأفلام الهندية في المكلا مطلع القرن الفائت..». هنا حيث تستسلم بالتذاذ لوخز رذاذ الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ, ضربتني أول عاصفة عشق تجاه المدينة قبل نحو سبعة أعوام.. ليس بوسع المرء أن يحتمي أمام عواصف من هذا القبيل, وليس بوسعي أن أشاهد هذه «التيتانيك اليمنية» وهي تتهشم في قبضة عاصفة ماطرة الأسبوع المنصرم فلا أضع الجميع بلا استثناء في قفص الاتهام بالتهاون في حمايتها قبل حلول الكارثة. مثل معظم مدن اليمن تفتقر «المكلا» لواحدة من بديهيات تخطيط المدن: قنوات ومجاري تصريف مياه الأمطار. نقيصة كهذه تجعلنا موعودين بخسارة المدينة تلو الأخرى، وفي كل مرة سيكون علينا أن نبدأ من الصفر. عام 2005 كنت في المكلا بصدد تغطية احتفالات عيد الوحدة, وكنت عاجزاً عن أن أنام، «فالبلدوزرات» ومعدات الشق والبناء تهدر ليل نهار في مختلف أرجاء المدينة، و عندما كف هدير الوحوش الحديدية، بدت «المكلا» زاهية كعروس, وتدفقت زرقة البحر العربي في «الخور» الذي استغرق تشييده سنوات من العمل و.. اليوم اقرأوا الفاتحة على كل ذلك، فالذي لم ينسحق تماماً، تصدع بصورة بليغة، ويتحتم أن نحصي كلفة إعادة الترميم كضريبة مستحقة للارتجال الذي رافق مرحلة الإعمار. إنني أدين لهذه المدينة بأجمل الاستطلاعات والقصص الصحفية التي خصتني بها، فمن «حورية علقت بين الماء واليابسة» مروراً «بأنثى تخاصر البحر»، إلى «فئران الكورنيش» التي حذرت من أنها تقضم مداميك المدينة ببطء ومثابرة.. لقد كانت «المكلا» خلال ذلك جنة ملهمة تجري من تحتها مياه البحر، فماذا يمكن أن يلهمني مشهد جنة تجري المياه من فوقها اليوم؟! سوى أن أختنق صامتاً بدمعتي و.. أغنية لمدينة «صاغها الرحمن من أحلى التحف..» تتغرغر الآن بمياه الوحل، ويتغرغر عشاقها بالحسرة !.هل هي خيانة الماء؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|