[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تمثل مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين في محافظة حضرموت واحدة من أنبل تجارب العمل التكافلي على المستوى الوطني والتي تدل على مستوى نضوج أبناء محافظة حضرموت وعمق تجربتهم الإنسانية حيث تعمل هذه المؤسسة على تقديم الدعم المادي والمعنوي للطلاب المتفوقين الذين تحول قدرات ذويهم المادية دون إكمالهم للدراسة الجامعية ، وبهذا تكون حضرموت قد استأصلت عقبة الفقر من طريق أصحاب العقول المتقدة وأنقذت نبوغهم من محرقة الفقر ،ودفعت بطاقة الإنسان نحو آفاق مفتوحة لا تعرف حدوداً.
للأذكياء فقط
ـ يلتحق بمؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين سنوياً خمسمائة طالب وطالبة بحسب الأستاذ سالم احمد باصريح عضو مجلس إدارة المؤسسة ، والشرط الوحيد لقبول هؤلاء الطلاب هو أن يكونوا مستوفين للمعايير المحددة سلفاً من أجل الحصول على دعم الصندوق والتي تتمثل بحصول الطالب على تقدير (ممتاز) في شهادة الثانوية العامة وعلى أساسها يخضع الطالب لاختبارات من قبل اللجنة العلمية التابعة للمؤسسة التي تقوم بإجراء امتحانات تحريرية ومقابلات شخصية للتأكد من تميز المستوى العلمي للطالب المتقدم لمنحة المؤسسة وترشيح المتفوقين منهم للمقاعد الدراسية المتوافرة في الجامعات خارج اليمن،كما تقوم اللجنة العلمية بمتابعة نتائج الطلاب خلال الدراسة الجامعية والتي يشترط فيها أن لاتقل نتائج الطالب عن (جيد جداً) في كل فصل دراسي بالنسبة للكليات العلمية ،ومستوى (ممتاز) في كليات العلوم الإنسانية .حتى يستمر في الحصول على منحة الصندوق ، وكلما أحرز الطالب نتائج أفضل حصل على مبلغ شهري أكبر من صاحب المستوى الأقل تميزاً .وإذا ما أخفق الطالب في تحقيق النتائج المحددة لأسباب غير مبررة فإنه يتم حرمانه من المنحة التي يحصل عليها من المؤسسة .
مستقبل للجميع
ـ وحول الشروط يقول الأستاذ باصريح : نحن لا ننظر للمستوى المادي للطالب إن كان غنياً أو فقير ،أو المكان الذي جاء منه ، فالمؤسسة تدعم الطلاب من مختلف المحافظات في إطار جامعتي عدن وحضرموت ، بل إن رعاية المؤسسة تجاوزت الطلاب اليمنيين لتشمل الطلاب العرب المتواجدين في جامعتي عدن وحضرموت والمسألة الوحيدة التي تعني المؤسسة هي التفوق العلمي للطالب وحسن السلوك .
الأخلاق أولاً
- ومن أهم الأسس التي يحرص عليها الصندوق أن يكون طلابه من أصحاب الأخلاق الجيدة عملاً بشعار الصندوق (علم وأخلاق) ، وخصصت جائزة سنوية قدرها (300) ألف ريال للطالب المثالي الذي يتفوق في دراسته وحسن أخلاقه ، كما تقوم المؤسسة سنوياً بمنح جوائز مالية تكريماً لأوائل الخريجين من جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وجامعة الاحقاف ،إلى جانب تكريم عشرين من أوائل خريجي الثانوية العامة وعشرة من أوائل الطلاب الذين أتموا مرحلة التعليم الأساسي ،وتوزع هذه الجوائز مناصفة بين طلاب مدارس وادي وساحل محافظة حضرموت .
عندما قتل الفقر
ـ بدأ صندوق دعم الطلاب عمله (1998)م تحت مظلة جمعية الأمل وفي العام (2005)م تشكلت رسمياً مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين بتمويل من أبناء حضرموت المغتربين ، وقد بلغ عدد المستفيدين من رعاية الصندوق حتى نهاية العام الدراسي المنصرم (5209) طلاب وطالبات ،تخرج منهم حتى الآن (1214) طالباً وطالبة يعدون مفخرة للصندوق ولمحافظة حضرموت نظراً للنتائج المرموقة ومراتب الشرف التي حققوها خلال دراستهم الأكاديمية سواء في الجامعات اليمنية أو المبتعثين للدراسة خارج الوطن
خدمات إجتماعية
- ويوماً بعد آخر يلمس الصندوق على ارض الواقع ثمرة جهوده التي استثمرها في بورصة الطاقات الإنسانية وشرع بتشكيل لجان تعمل على تقديم خدمات للمجتمع إلى جانب دور المؤسسة في مجال التعليم.. يقول الأستاذ سالم أحمد باصريح عضو مجلس إدارة الصندوق : معظم الأساتذة بجامعة حضرموت هم من المستفيدين من نشاط الصندوق كما أن الطلاب الذين تخرجوا في إطار الصندوق وأصبحوا أطباء قاموا بتشكيل لجنة بإسم لجنة الطبيب الزائر والتي تقوم بزيارات ميدانية تغطي محافظات حضرموت وشبوة والمهرة تعمل من خلالها على إجراء الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية مجاناً لأولئك الذين لا يمتلكون القدرة على الذهاب لتلقي العلاج خارج قراهم .
مركز هندسة حاسوب
- وخلال العام الماضي تم توسيع نشاط مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين عبر افتتاح مركز تدريب لهندسة الحاسوب بالتعاقد مع شركة سيسكو، فيما يجري العمل على تأسيس قسم آخر تابع لشركة ميكروسوفت.. يقول المهندس عمر مدير المركز: إذا أثبت الطلاب تميزاً في هذه الأقسام الجديدة يتم إعفاؤهم من الرسوم التي تعد رسوماً منخفضة مقارنة بالمعاهد المشابهة.
إيماناً بأهمية التعليم
- كما أخذت مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين على عاتقها مهمة دعم مدارس البدو الرحل بعد أن تخلت عنها وزارة التربية والتعليم حسب الأستاذ سالم احمد با صريح حيث قامت المؤسسة خلال العام الدراسي الماضي بتقديم العون لـ(1775) طالباً وطالبة في ثمان من مدارس أبناء البادية في محافظة حضرموت وذلك بتوفير الوجبات الغذائية والمواصلات للطلاب .بمبلغ يتجاوز ثلاثة ملايين ريال سنوياً .
المزيد من التشجيع
ـ النجاح المذهل ا لذي حققته مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين شجع أصحاب رؤوس الأموال من المغتربين الحضارم على تقديم المزيد من الدعم لاحتضان الطلاب المتفوقين في تحصيلهم العلمي ابتداء من مراحل التعليم الأساسي ،حيث تم إنشاء مجموعة من المدارس النموذجية واختيار نخبة من أكفأ المعلمين لهذه المدارس التي يتم اصطفاء أنجب الطلاب في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي إليها وتوفير الرعاية والاهتمام اللازم لهم في هذه المدارس التي تقدم الكثير من أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية كل عام .
دور يستحق الثناء
عدد هائل من الطلاب في بلادنا يحول الفقر دون مواصلة تعليمهم وتقتات ظروفهم المعيشية الصعبة من ذكاء عقولهم ، وتلقي بهم في أتون محرقة الفقر مما يؤدي إلى حرمان المجتمع من الاستفادة من إمكانياتهم الذهنية الخلاقة، وهو الأمر الذي يجعلنا نقف إجلالاً لعظمة الدور الذي تقوم به المؤسسات الخيرية لدعم الطلاب المتفوقين في محافظة حضرموت.