ارض العز Admin
mms : منتديات شباب الغرفة كل اخبار الغرفة تجدها عندنا عدد المساهمات : 458 نقاط : 1619 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/04/2010 العمر : 36 الموقع : ارض العز الغرفة
| موضوع: كنت أتوقع الفوز بالمركز الأول.. واهتمام أسرتي سبب تفوقي الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 11:52 pm | |
| للعام الثاني على التوالي ظفرت ثانوية المكلا النموذجية بالمركز الأول في نتائج امتحانات إلشهادة الثانوية - القسم العلمي على مستوى الجمهورية، ففي العام الماضي تبوأ الطالب عبدالله بن سهل باوزير أوائل الجمهورية، وقبل أيام قلائل تربع زميله الشاب رضوان عوض صالح عوض العكبري، قمة هرم التفوق في امتحانات الشهادة الثانوية للعام الدراسي المنصرم بحصوله على 98.87 %. والطالب رضوان من مواليد 1991م من منطقة الحارة بالمكلا، نشأ في حي الحارة وبعد خمس سنوات انتقل إلى جول مسحة على طريق مدينة بويش، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدرسة الهدى بالحرشيات في عام 1998م ، ومن ثم انتقل إلى مدرسة سبأ بروكب لمدة شهرين فقط، ليلتحق بعدها بثانوية المكلا النموذجية حيث درس المرحلة الثانوية كاملة ومنها حقق الحلم الذي لطالما راوده، والإنجاز الذي بات مفخرة لأسرته ومعلميه ولأبناء حضرموت كافة. ذكاء فطري ونبوغ ذهني (الجمهورية) انتقلت إلى جول مسحة وتحديداً إلى منطقة التجمع السكني الحديث في مدينة بويش الذي أنشأه الراحل فائز العمري طيب الله ثراه، حيث كنا ضيوفاً على أسرة الطالب رضوان في منزلهم المتواضع، ناقلين له ولوالده ولأشقائه أحر التهاني والتبريكات بمناسبة فوزه بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، والكل يتحرق شوقاً ولهفة لمعرفة أسرار تفوق الطالب رضوان الذي يوحي طبعه الهادىء وملامحه الرصينة ونظراته الثاقبة، بذكائه الفطري ونبوغه الذهني وثقته العالية بالنفس.. حافز أكبر وعزيمة لا تلين يقول رضوان الذي ترعرع في كنف أسرة تربوية: لقد تعودت منذ بداية دراستي على حصد المراكز الأولى، ولكني في الصف التاسع لم أوفق بأن أكون أحد الأوائل وحصلت على نسبة %93، طبعاً أنا لم أكن راضياً بالنتيجة لكن هذا قضاء الله وقدره، بعدها انتقلت إلى الصف الأول الثانوي في ثانوية المكلا النموذجية صحيح أنني لم أفز بالمركز الأول لكن التنافس الشريف الذي اشتعل في صدري حفزني على مضاعفة البذل والعطاء وفي الصف الثاني اقتربت من المركز الأول أكثر من أي وقت مضى، وفي الصف الثالث ثانوي فجرت كل طاقاتي الذاتية، ووضعت نصب عيني هدف الظفر بأحد المراكز الأولى على مستوى الجمهورية، وبإمكاني القول إن هذه المرحلة كانت تعد لحظة جني حصاد مسيرة تفوق دامت (12) عاماً، أحسست عندها أن الأمر انطلق من دائرة المدرسة إلى الجمهورية ككل، فكان حافزاً أكبر؛ لكي أحصل على المركز الأول في الجمهورية، وفور إعلان النتيجة التي كان في مقدمة من بشروني بها الأستاذ منير باتيس مدير الثانوية، تلقيت سيلاً من الاتصالات الهاتفية والرسائل النصية التي تبارك حصولي على المركز الأول على مستوى الجمهورية، وكان أكثرها تأثيراً في نفسي، الاتصال الذي تلقيته من الشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، الراعية للثانوية، الذي حرص على تهنئتي شخصياً بهذا الإنجاز، الذي رفع اسم ثانوية المكلا النموذجية عالياً وجعلها تتفوق على مثيلاتها في الجمهورية، كما تلقيت اتصالا من الدكتور صالح عوض عرم المدير التنفيذي للمؤسسة، الذي غمرني بكلمات المديح والثناء التي أعتز بها كثيراً. تحقيق العلامة الكاملة حقيقة لقد كنت أتوقع الفوز بالمركز الأول على الجمهورية، وقد تحقق ذلك بتوفيق من الله ومن ثم لجهود الإدارة المدرسية ومعلمي الثانوية ووالدي، وأنا راض بالنسبة التي حصلت عليها 98.87 % مع أنني كنت أطمح لأن أحقق العلامة الكاملة%100. أسرة تربوية ومعلمون أكفاء طبعاً أسباب تفوقي تكمن في رعاية الأسرة وحرصها على تلبية كل متطلبات دراستي ومستلزماتي الشخصية، حيث كان والدي هما من أكثر المهتمين بي باعتبار أنهما تربويان فالوالدة مدرسة رياضيات والوالد مدرس لغة إنجليزية سابقاً، كانا دائماً يوجهاني إلى الطريق الصحيح ويوفران سبل الراحة أثناء دراستي وكل من في البيت من إخوان وأخوات كانوا يقدمون لي المساعدة والعون، أما من ناحية المدرسين فكل من علمني حرفاً من مدرسيّ أكنّ له التقدير، فهم من صنعوا معي هذا الإنجاز المتواضع فكانوا يقدمون النصيحة والمشورة النابعة من القلب، وكل المعلمين والمدرسين كانوا على ارتباط وثيق معي إلا القلة ممن لم تسمح الظروف بأن أكون قريباً منهم ولو ذكرت لذكرت أكثر من 100 مدرس ومدرسة. تـأمين الراحة النفسية أما الأصدقاء فهؤلاء كانوا هم المتنفس الوحيد لي، وهم بصراحة من أفضل الناس الذين قربوني من هذا المركز ويمكن أن نصفهم بالجنود المجهولين، فعندما يصيبك الملل تلجأ إلى أصدقائك فكانوا دائماً - وهم لايشعرون- يساهمون في نجاحي، كنت ألتقي معهم في جلسات بسيطة كانت هي الوقود إلى الانطلاق، وفوق ذلك تميز بعضهم بملاحظاته القيمة ومعاونتي في دراستي، فالأصدقاء ليسوا للهو فقط بل هم أحد الأضلاع التي تسهم في تأمين الراحة النفسية للفرد . إدارة مدرسية كفوءة وبكل تأكيد ثانوية المكلا النموذجية كان لها الدور الأكبر في نجاحي الباهر، فالثانوية تتمتع بإدارة رائعة ممثلة بالأستاذ منير أحمد باتيس مدير الثانوية، والأستاذ ناصر بن الشيخ بوبكر وكيل الثانوية، وتضم معلمين أكفاء جمعوا بين الخبرة في مجال التربية والإحاطة بنظريات التعليم، فكل شيء في الثانوية كان محفزاً على تحقيق النجاح وصعود أعلى مراتب التفوق والتميز العلمي،بما في ذلك عمالها، فكانت البداية بتبؤو الطالب عبد الله بن سهل المركز الأول في الجمهورية العام الماضي. لقد كان الجميع في الثانوية حريصا على أن نحقق المراتب الأولى، فلم تبخل علينا الإدارة والمعلمون بشيء، وعلى أيديهم تعلمت كيف تكون إجابتي نموذجية وكيف أكون قبل ذلك مثالياً في خلقي، تعلمت في الثانوية أن أكون شخصاً متفوقاً، متواضعاً، ومهما اتسع مجال الحديث فلن يفي بحق كادر هذه الثانوية، التي تخصها مؤسسة حضرموت للتنمية بكل الرعاية والاهتمام ممثلة بالشيخ المهندس عبدالله أحمد بقشان، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، و الدكتور صالح عرم المدير التنفيذي للمؤسسة، ولا ننسى دور قيادة مكتب وزارة التربية والتعليم بالمحافظة التي مدت الثانوية بطاقم متكامل من إدارة وهيئة تدريسية ومعلمين متميزين تركوا بصماتهم واضحة المعالم في الإنجازات المتلاحقة التي حققتها الثانوية في زمن قياسي قصير. إرضاء الناس غاية لا تدرك أنا بعد تخرجي من الثانوية أنوي التخصص في الهندسة البترولية، فأنا من أكثر الأشخاص الذين يستهويهم علم الكيمياء، الذي يحتوي على لعمليات إنتاج النفط والكشف، ويراودني إحساس بأنني سأحقق تميزاً في هذا المجال بإذن الله، مع أن البعض يرى أن الالتحاق بهذا التخصص جري وراء المال؛ لأنه من وجهة نظرهم لا يحمل أية مرونة ولا يوجد للتميز فيه مكان، وأعتقد أنني لو دخلت "طب" مثلا أو تخصصا آخر لست راغبا الالتحاق به، لقال نفس الشخص هذا سعي وراء المال، فإرضاء الناس غاية لا تدرك، المهم أنني مؤمن باختياري. وأنا في انتظار الحصول على منحة للدراسة في الخارج؛ لأنها أفضل بكل تأكيد من الدراسة في الوطن في الوقت الحالي، وبإذن الله تكون هذه المنح خيرا لأصحابها؛ لنعود إلى الوطن؛ ليكون الخير أيضاً للدارسين عموماً. علاقة وثيقة بالمراكز الأولى العم عوض، والد رضوان: يرتبط رضوان بعلاقة وثيقة مع المراكز الأولى منذ بداية دراسته، وفي صف تاسع قبل ثلاث سنوات، حصل على نسبة %93 لم تكن تتناسب على الإطلاق مع ذكائه ومستوى اجتهاده وتفوقه العلمي، ولأننا على معرفة ودراية بشخصية رضوان، فقد كنا على ثقة بأنه لن يتأثر من جراء هذه النتيجة التي زادته عزيمة وإصرارا على شحذ الهمم والطاقات تمهيداً لاحتلاله مواقع متقدمة بين العشرة الأوائل في مرحلة التعليم الثانوي، وللأمانة فقد فوجئنا بإحراز ابننا رضوان المركز الأول في الجمهورية، حيث كنا نتوقع أن يكون من ضمن الخمسة الأوائل ولكن بفضل لله والجهد الذي بذله في المذاكرة نال هذه المرتبة والتي فعلاً تعتبر بمثابة وسام فخر واعتزاز لنا كأسرة أولا ولمحافظة حضرموت والجمهورية عامة. وأتمنى من الله أن يظل على هذا المستوى من التحصيل العلمي في دراسته الجامعية، وأن يحظى أقرانه من الطلاب بالمرتبة العلمية الباهرة التي حققها،و يسرني أن أتقدم بالشكر والتقدير لإدارة الثانوية النموذجية وهيئة تدريسها على الجهد الذي يبذلونه في رفع مستوى الطلبة علمياًَ وتطوير مداركهم وتعزيز خبرتهم في الحياة. عنوان التفوق والتميز الشاب رشدي، الشقيق الأكبر لرضوان: لقد وظفت الأسرة كل إمكانياتها وطاقاتها لتهيئة الظروف المواتية لرضوان؛ ليواصل رحلته في مضمار التفوق العلمي التي بدأها منذ صغره كما أشار والدي. وأنا فخور جداً بما حققه رضوان، الذي ينتظره اختبار آخر في المستقبل يتمثل في الدراسة الجامعية، ونحن على ثقة بأنه سيكون كما عهدناه دائما وأبدا عنواناً للتفوق والتميز العلمي والخلقي الرفيع بإذن الله. قبل الوداع وبعد أن قضينا قرابة ساعة نتجاذب أطراف الحديث، غادرنا منزل العم عوض الذي ظلت ردهاته رغم انقطاع الكهرباء مفعمة بضياء البهجة ونور الفرح والسعادة بنجاح رضوان الذي ودعناه وشقيقه رشدي، على أمل اللقاء به مجدداً بعد إنهائه مرحلة دراسته الجامعية التي نتوقع أن يواصل خلالها نجمه في السطوع، وبريقه في اللمعان، لأن معدنه أصيل وذكاءه هبة من المولى عز وجل؛ ولأنه يحظى بدعاء والدين صالحين ومربيين فاضلين غمراه وكافة أشقائه بالحب والعطف والحنان الذي أرسى بنيان أسرة متماسكة، قلما يجود بها الزمان اليوم.
| |
|