قال الراوي
كان الاسد يجول في الغابة يبحث عن فريسة له وإثناء تجواله صادف ذئباً مكشر عن أنيابه ويبحث هو الآخر
عن فريسة ليأكلها فقال الأسد للذئب : لنعقد شراكة ونقتسم الصيد الذي نصطاده معاً في أخر النهار
فوافق الذئب، ثم تابعا سيرهما وصادفا ثلعباً يبحث هو الآخر ايضا عن فريسة وقال له الأسد مثلما قال
للذئب فوافق الثعلب على كره ، ثم تابعوا سيرهم فوجدوا غزالاً خرج هارباً من مكمنه فأنطلق ورائه
الذئب وطالت المطارده إلى إن خارت قوى الغزال فأمسك به الذئب وأخذوه معهم وتابعوا طريقهم ثم
وجدوا أرنبا فر من امامهم وانطلق ورائه الثعلب والذئب ، وكما هو معلوم ان الارنب يراوغ اثناء
هربه الا ان الثلعب كان له بالمرصاد حتى امسك به واخذوه معهم ، وتابعوا طريقهم ، وبعد لحظات فر من
امامهم جربوع (يربوع) فإنطلق ورائه الثعلب كونه خبير في المراوغات وسانده في ذالك الذئب ، وكان
الجربوع اذا فر الى اليمن كان الثعلب اسرع منه واذا فر الى اليسار كان الذئب له بالمرصاد وطالت
المطاره حتى تمكن منه الثعلب وقد كان الأسد يتابع صيد الفرائس واحدة تلو الأخرى وفي نهاية اليوم
جاءت ساعة القسمه (قسمة الغنائم بين الشركاء) فقال الأسد للذئب :
اقسم يا ذئب فإني أراك خبيراً في هذا الشأن فقال الذئب : الامر بسيط يا ملك الغابه ، فقال الأسد
كيف ، فقال الذئب : الغزال لك والارنب لي والجربوع للثعلب .
فغضب الاسد من هذه القسمه وقفز الى الذئب الذي لم يتحرك من مكانه من هول المفاجئة ، فهوى
الاسد عليه بضربة واحده وأطاح بها رأسه ، وقال للثعلب اقسم انت يا ثعلب .
فقال الثعلب : الامر ابسط من هذا بكثير ، فقال الأسد كيف ، فقال الثعلب :
الغزال لعشائك
والارنب لغدائك
والجربوع وجبه خفيفة لتحلي بها في أي وقت تريده .
فسر الاسد من هذه القسمه وقال للثعلب : من علمك هذه الطريقة السمحة في القسمة يا ثعلب ؟
فقال له الثعلب : رأس الذئب المقطوعة هذه .