عوض جوبان
mms : منتديات الغرفة ترحب بكم عدد المساهمات : 43 نقاط : 94 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/01/2011 العمر : 37 الموقع : StarCenter_net@hotmail.com
| موضوع: لا تقرأ هذه القصة!! الثلاثاء مارس 08, 2011 8:24 am | |
| لا تقرأ هذه القصة!!..أسرة فقيرة مكافحة مبتلاة بعمى ثمانية من أفرادها.. وابنها البكر يفديها بالإعلان عن بيع كليته!!
ماذا يعني أن يعلن شخص ما عن استعداده لبيع إحدى كليتيه لأي كان مقابل أن يحصل على (سعر مناسب)؟!
لاتتعجل الحكم على هذا الرجل متهماً إياه بالجشع والطمع وبيع أحد أهم أعضائه مقابل المال!
_ابحث عن الدافع والسبب وراء هذا الإعلان فلربما كانت هناك واقعة إنسانية كارثية تتهدد هذا الشاب أو اسرته.. ولربما كانت هنالك ظروف مرة وقاهرة سدت كل المنافذ أمامه، وأوصدت كل الأبواب في وجهه، حتى اضطر للإعلان عن استعداده لبيع إحدى كليتيه مع علمه المسبق ان هذا التصرف مخالف للقانون ويعاقب عليه بإحدى أشد العقوبات التي تحرم بيع الأعضاء وفق قانون العقوبات السوري..
وقد يزداد اندهاشك.. وتشتد حيرتك وربما يتفاقم سخطك على هذا الشاب وأهله إذا عرفت أنه كفيف البصر لدرجة أن تقول في نفسك وأنت تقرأ ماتقدم ذكره: هل يعقل أن يحدث هذا؟! وقد يصل الأمر بك الى الظن بأن ما قلناه ليس سوى مجرد (حكي جرايد) أو (دراما تراجيديا) يحاول كاتب هذه السطور لفت أنظار القراء واستقطابهم واستدرار عواطفهم من خلال قصة لا وجود لها إلا في مخيلته.
ألم نبدأ حديثنا بالطلب أو الرجاء بألا تتعجل الحكم حتى تقرأ القصة الواقعية التي سنرويها لك عزيزنا القارئ كما هي، دون رتوش فهي لاتحتاج الى (تزويق) لكي تجعلك تذرف الدموع لا.. فنحن لانسعى لهذا.. لأن الدموع لن تقدم أو تؤخر في إيقاف (فداء) وهو اسم الشاب موضوع هذه السطور، عن تنفيذ ماعزم عليه لكي يفدي اسرته المكونة من: أب وأم وثمانية أشقاء معوقين مثله، ولينقذهم من كارثة إنسانية محققة.. وإليك القصة:
_كما يحدث عادة في كل القرى الفقيرة، قاد النصيب (محمود) الى الزواج من قريبته (شفيقة) وتم القران دون فحوص طبية لصلاحية كل منهما للآخر، ورغم أن (محمود) يعاني من ضعف في الرؤية لكن ذلك لم يكن عيباً يشكل مانعاً لزواجه من قريبته التي كانت هي الأخرى في وضع يشابه وضعه تقريباً.
_ بعد عام واحد من الزواج جاء (فداء) ابناً بكراً لوالديه لكن الفرحة لم تكتمل فقد اكتشف الوالدان ان الوليد البكر فرحة والديه كان كفيفاً.. فقالا في نفسيهما.. هذا أمر الله..
_ وفي السنة التالية ولد (نضال) الذي تبين فيما بعد أنه يرى الأشياء القريبة جداً فقط..
_ في السنة الثالثة جاءت (لميس) وكفيفة البصر تماماً.
_ وهكذا ولد (ثائر) وثم (سماهر) ثم (فادي) ثم (محمد) ثم (ميادة) وأخيراً(أيهم)!!
_وقد تراوحت أوضاعهم البصرية ما ين العمى وضعف الرؤية الى أضيق الحدود عدا (ميادة) التي انفردت عن اخوتها وأخواتها بوضع بصري أفضل نسبياً!
_هذا الوضع المأساوي لثمانية من أولاده التسعة لم يفت من عضد (محمود) فقرر أن يقاوم الظروف فأرسل ابنيه (فداء ونضال) الى (المؤسسة النموذجية لتأهيل المكفوفين بدمشق) وحصل الأول على الشهادة الإبتدائية فالإعدادية ونال شهادة تأهيل مهني من المؤسسة تمكنه من العمل في أي مكان فيما استطاع (نضال) ان يحصل على الثانوية العامة رغم ضعف بصره الشديد وشهادة التأهيل المهني أيضاً..
_هنا أعتقد الأب أن ولديه اصبحا قادرين على الإسهام في حمل العبء معه وإعالة الأسرة.. ولاسيما أنه وزوجته شفيقة أصبحا طاعنين في السن ويعانيان من امراض الشيخوخة ناهيك عن أعباء الحياة وهموم الدنيا وبدأ السعي ومعه ولداه اللذان اصبحا يحملان شهادتين معترفاً بهما!!
لكن الأبواب.. كل الأبواب كانت موصدة في وجوههم!
رغم ذلك القهر الذي يهد الجبال، لم ييأس محمود فأرسل اولاده الثلاثة الأخرين(لميس) كفيفة البصر تماماً؛ (ثائر) الذي يعاني من ضعف الرؤية والإلتهاب الشبكي الصباغي، (سماهر) التي تعاني هي الأخرى من ضعف شديد في الرؤية.. أرسلهم الى المؤسسة نفسها فحصلت الأولى على شهادة التأهيل المهني.. والثاني على الإبتدائية والإعدادية وشهادة التأهيل للمكفوفين رغم وضعه الصحي الصعب والثالثة على شهادة تأهيل المكفوفين أيضاً..
وبعد تخرجهم بدأت رحلت البحث مرة أخرى عن عمل للخمسة أو لواحد منهم على الأقل.. لكن الأبواب ظلت موصدة!!
_وكبر الولد السادس (فادي) ولحق به (محمد) ثم (ميادة) الى المؤسسة نفسها فحصل فادي على الإبتدائية والتأهيل و(محمد) على الإبتدائية مثله أما ميادة فقد تجاوزتهما الى الثانوية العامة الفرع الأدبي.
_واستمرت رحلة العذاب بحثاً عن فرصة عمل للثمانية الذين اصبحوا مؤهلين دراسياً ومهنياً أو لواحد أو واحدة منهم على الأقل.. لن لاحياة لمن تنادي فلا أبواب تفتح ولا استغاثة تستجاب.
_أما الولد التاسع ( أيهم) فقد حصل على الإعدادية هذا العام وانتسب الى الصف الأول الثانوي وفي نفسه طموح لأن يواصل تعليمه، رغم ماهو فيه، ورغم أن الأبواب لم تفتح لأي من أشقائه حتى يتجاوز المحنة لكن متى.. والدرب طويل.
_هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه الأسرة التي تعيش هذه الحالة الكارثية لانعتقد أنها قد تكررت في أي مكان من أصقاع الدنيا هي التي دفعت (فداء) الى أن يفدي أسرته المهددة بالجوع بل الجائعة أصلاً ومنذ البداية.. والتضحية بأحد أعز اعضاء جسده بعد عينيه اللتين فقدهما قبلاً والإعلان عن استعداده لمخالفة القانون و(بيع) إحدى كليتيه لمن يدفع لأسرته مايقيم أودها ويسد رمقها ويكف يدها وأيدي أفرادها عن مدها للسؤال المذل المهين..
فهل أدركت عزيزي القارئ حجم مأساة هذه الأسرة والدوافع التي حدت (فداء) للإعلان عن استعداده لبيع كليته؟!
_ألم نطلب اليك ألا تتعجل الحكم على هذا الفادي لأهله؟
_أخيراً ولمن لديه حل أي حل مهما كان متواضعاً، وكذلك لمن يريد أن يتحقق من صحة كل كلمة وردت في سياق هذه القصة التراجيدية المأساوية السوداء لكل أهل الخير والطيب والمعروف ومكارم الأخلاق.. لكل هؤلاء نقول عنوان هذه الأسرة المنكوبة موجود لدينا بالتفصيل.. فهل من خير يبادر الى مكرمة جزاؤه ومكافأته عليها عند الله، قبل أن يسبق السيف العذل.. وقبل أن ينفذ (فداء) قراره؟!
كلنا أمل
| |
|
مراسل المنتدى المدير العام
mms : منتديات الغرفة ترحب بكم عدد المساهمات : 428 نقاط : 1114 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 17/05/2010
| موضوع: رد: لا تقرأ هذه القصة!! الثلاثاء مارس 08, 2011 9:31 am | |
| شكرا اخوي عوض
اللهم صبرهم وعافهم وعفو عنهم ويسر امرهم الحمد لله اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك | |
|